أوبن إيه آي تكشف عن نموذج “أو 1”: ثورة في التفكير المنطقي للذكاء الاصطناعي
كشفت شركة “أوبن إيه آي” عن أحدث نسخة من نموذج الذكاء الاصطناعي التوليدي الخاص بها، تحت اسم “أو 1″، الذي تم الإشارة إليه منذ عدة أعوام بمسمى “ستروبيري” (Strawberry) كاسم رمزي.
تفتخر الشركة بأن نموذج “أو 1” يتمتع بقدرة على التفكير المنطقي، مما يمكّنه من تقديم نتائج وردود أكثر منطقية ودقة مقارنة بأي نموذج آخر في السوق. لكن السؤال المطروح هو: لماذا يعتبر هذا النموذج ترقية منفصلة، وليس مجرد تحديث لنموذج “شات جي بي تي” التقليدي كما كان الحال مع النسخة السابقة “أو 4″؟ وما هي الفروقات الرئيسية بين “أو 1” و”أو 4″؟
ما المقصود بالقدرة على التفكير المنطقي في “أو 1″؟
نموذج “أو 1” يُعد من نماذج اللغة العميقة، حيث يعتمد على أسس مشابهة للنماذج الأخرى، ويمكن الوصول إليه عبر واجهة “شات جي بي تي” المعتادة، لكنه يتطلب اشتراكًا خاصًا.
على الرغم من استخدام “أوبن إيه آي” عدة عبارات تسويقية لوصف النموذج الجديد، مثل القدرة على التفكير المنطقي والتحقق من دقة الإجابات قبل تقديمها، يبقى “أو 1” نموذجًا مشابهًا بشكل كبير لـ “شات جي بي تي”. وأكدت الشركة أن التفكير المنطقي هو السمة الأبرز في النموذج الجديد، مع توضيح الخطوط العريضة لآلية عمله.
يمكن لنموذج “أو 1” تحليل الأسئلة المعقدة إلى مجموعة من الأسئلة الأبسط، ثم يبدأ بالإجابة عليها مع مقارنة إجاباتها مع الإنترنت قبل تقديم الجواب النهائي. هذه الآلية تعزز من دقة الإجابات لكنها تستغرق وقتًا أطول.
الفروقات بين “أو 1″ و”شات جي بي تي”
في البداية، قد يبدو نموذج “أو 1” مشابهًا لبقية نماذج الذكاء الاصطناعي، ولكن الاختلاف يكمن في آلية “التفكير المنطقي” التي تميز هذا النموذج عن الآخرين.
لم تكشف الشركة عن التفاصيل الدقيقة لآلية التفكير المنطقي، لكنها قدمت لمحة عامة عنها. بينما تعتمد النماذج التقليدية على تلقي السؤال الرئيسي ثم البحث عن الإجابات على الإنترنت، يستخدم “أو 1” “سلسلة الأفكار” (Chain of thoughts) التي تحاكي طريقة تفكير البشر.
آلية “سلسلة الأفكار”
تتطلب الإجابة على الأسئلة المعقدة، مثل الألغاز الحسابية، استخدام نقاط حسابية متعددة والربط بينها للوصول إلى نتيجة نهائية. هذه الآلية، على الرغم من فعاليتها في توفير إجابات دقيقة، تستغرق وقتًا أطول مقارنة بالنماذج التقليدية.
تعتمد “أوبن إيه آي” على عمليات خلفية غير مرئية للمستخدم، مما يعيق إمكانية تقييم التسعير بالنماذج التقليدية، مما دفعها لابتكار “رموز المنطق” (Reasoning Tokens) لتسهيل العملية. نظرًا لهذه العمليات، يُسعر نموذج “أو 1” بأربعة أضعاف سعر “شات جي بي تي” التقليدي.
استخدامات متعددة
تفتح آلية التفكير المنطقي في “أو 1” آفاقًا واسعة لاستخدامات الذكاء الاصطناعي في مجالات عدة، مثل الطب والرياضة والبحث العلمي.
على الرغم من أن “أوبن إيه آي” قد دمجت هذه الآلية في النموذج الجديد، إلا أنها ليست جديدة في عالم الذكاء الاصطناعي، حيث اعتمد عليها المستخدمون لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي لتحقيق نتائج أفضل، رغم استغراقها وقتًا وجهدًا أكبر.
سعر نموذج “أو 1” يعكس توجهاته الاحترافية، حيث يتجاوز سعر “شات جي بي تي” المعتاد بأربعة أضعاف، ليكون بذلك أغلى نموذج ذكاء اصطناعي متاح حاليًا. ومن المتوقع أن يحقق الجيل القادم من هذا النموذج كفاءة أعلى.