الأخبار العالمية

اشتباكات بين روسيا وهجمات مسيّرة على موسكو وتهديد بدخول أوكرانيا إلى القرم

أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن منظومات الدفاع الجوي تمكنت من إسقاط 44 مسيّرة أوكرانية خلال يوم واحد من الاشتباكات الجارية بين البلدين. في الوقت نفسه، أعلن مصدر عسكري أوكراني مرموق أن قوات كييف تعتزم “دخول القرم قريبًا”.

تشمل الهجمات الأخيرة التي نفذتها الطائرات المسيرة الأوكرانية استهدافًا لمقاطعة موسكو حيث أُسقِطت مسيّرة واحدة، بالإضافة إلى إسقاط مسيّرتين أُخرَيين في منطقة أبراج موسكو سيتي وسط العاصمة.

ونتيجة لتصاعد التوتر، أُصيب شخص بسبب اصطدام مسيّرة بأحد الأبراج، ولكن السلطات الطبية أكدت أن إصابته طفيفة. وعادت حركة الطيران في جميع المطارات إلى طبيعتها بعد أن تم إغلاق المجال الجوي مؤقتًا فوق العاصمة موسكو.

وفي السياق ذاته، صرح عمدة موسكو، سيرغي سوبيانين، بأن أحد الأبراج تعرض لأضرار طفيفة جراء اصطدام مسيّرة أوكرانية قبل أن يتم إسقاطها.

تُعَدُّ الهجمات الأخيرة هي جزء من سلسلة تصاعد التوترات بين البلدين، مع تنفيذ هجمات بالطائرات المسيرة، بما في ذلك هجوم على الكرملين وعدد من المدن الروسية القريبة من الحدود الأوكرانية، وهي الهجمات التي يلقي اللوم فيها موسكو على كييف.

من جهة أخرى، في شهر يوليو/تموز الحالي، أعلنت روسيا أنها أسقطت 5 مسيّرات أوكرانية تسببت في تعطيل حركة الطيران في مطار فنوكوفو.

وفيما يتعلق بالهجمات الأخيرة، صرح وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، بأن هذه الهجمات كانت مستحيلة لولا المساعدة التي تُقدمها الولايات المتحدة وحلفاؤها في حلف شمال الأطلسي (ناتو) لنظام كييف.

وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها أحبطت هجومًا نفذته كييف باستخدام 25 مسيّرة على أهداف في شبه جزيرة القرم.

وأوضحت الوزارة أن 16 مسيّرة تم تدميرها باستخدام أنظمة الدفاع الجوي، في حين تم إسقاط البقية بواسطة وسائل الحرب الإلكترونية قبل أن تصل إلى أهدافها.

وأكدت الوزارة أن الهجوم لم يسفر عن وقوع ضحايا أو إلحاق أضرار مادية.

دخول القرم

وفي سياق التطورات الراهنة، صرح رئيس الاستخبارات العسكرية الأوكرانية الجنرال كيريلو بودانوف بأن الجيش الأوكراني سيدخل قريباً إلى القرم، دون أن يقدم تفاصيل أو يحدد حد زمني للعملية، جاء ذلك في حوار مع القناة الأوكرانية “تي إس إن” (TSN).

وفيما يتعلق بالمواجهات الميدانية، أسفر هجوم صاروخي من جيش روسي على مدينة زاباروجيا بجنوب أوكرانيا عن مقتل شخصين على الأقل، وفقًا لتقارير رسمية أوكرانية.

أفاد أمين مجلس المدينة، أناتولي كورييف، بأن رجلاً وامرأة قتلا في الانفجار، كما أُصيبت امرأة أخرى، وتضرر مبنى شاهق ومؤسسة تعليمية ومتجر بسبب الصاروخ المستهدف.

كما أعلنت السلطات في المنطقة الشمالية الشرقية من مدينة سومي عن تعرض المدينة لهجوم صاروخي من جيش روسي.

استهداف جسر بري

في السياق المقابل، أفادت القوات الجوية الأوكرانية بتعرضها لهجوم روسي خلال الليلة الماضية باستخدام 4 طائرات مسيّرة قادمة من الجنوب الشرقي للبلاد، حيث تمكنت من تدمير 4 مسيّرات روسية في اتجاهي خيرسون ودنيبرو.

وأكدت هيئة الأركان الأوكرانية أن القوات الروسية قامت بقصف أراضيها باستخدام 8 صواريخ وشنت 33 غارة، وأطلقت 53 مقذوفا من راجمات الصواريخ خلال الـ24 ساعة الماضية، مما أدى إلى مقتل وإصابة عدد من المدنيين.

وفي بيانها، أفادت الأركان الأوكرانية بأن الطيران الأوكراني نفذ 9 غارات على مناطق تمركز القوات الروسية. وأشارت إلى أنها تصدت لهجومين روسيين في اتجاه ليمان ومارينكا في مقاطعة دونيتسك.

وعلى صعيد آخر، أعلنت أوكرانيا عن نجاحها في استهداف جسر بري يؤدي إلى شبه جزيرة القرم، وأفادت أيضاً بتحقيق تقدم قرب بلدة باخموت.

كان جسر تشونهار، الذي يربط شبه جزيرة القرم بمنطقة خيرسون في البر الرئيسي، قد تعرض بالفعل لهجوم من قِبَل القوات الأوكرانية في يونيو/حزيران. وقد أُصيب بأضرار جراء الهجوم الذي وقع صباح أمس السبت، وفقًا لما ذكرته إدارة الاتصالات الاستراتيجية بالجيش الأوكراني.

وفي سياق آخر، نقلت نائبة وزير الدفاع الأوكراني هانا ماليار عبر تليغرام عن تقدم الجيش الأوكراني “تدريجيا وبثبات” في الجنوب نحو مدينتي ميليتوبول وبيرديانسك.

وأشارت ماليار إلى القتال العنيف على الجبهة في منطقة دونيتسك الشرقية، حيث قالت: “اليوم تقدمنا أكثر على الجناح الجنوبي حول باخموت”.

استولت القوات الروسية على باخموت قبل بضعة أشهر بعد معارك عنيفة أسفرت عن خسائر كبيرة، وتسعى أوكرانيا حاليًا لاستعادة أراضيها من خلال هجوم مضاد.

وفي مناسبة يوم قوات العمليات الخاصة، قام الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بزيارة الخط الأمامي القريب من باخموت. نشر مقطع فيديو يظهره وهو يصافح العديد من المقاتلين ويمنحهم الجوائز.

وعلق زيلينسكي على الزيارة قائلاً إن القادة أطلعوه أيضاً على الوضع في القطاع المتنازع عليه بشدة من الجبهة، إلا أنه لم يقدم أي تفاصيل.

وفي خطابه الأخير، الذي قام بتسجيله هذه المرة في دونيتسك، أشاد زيلينسكي بشجاعة وبطولة واحترافية الجنود ودفاعهم الاحترافي للغاية عن أوكرانيا.

زر الذهاب إلى الأعلى