الأخبار العالمية

تنفي واشنطن فشل الهجوم الأوكراني المضاد، وتعلن روسيا تقدم قواتها بالجبهة الشرقية

قدّم وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارك ميلي تقييمًا للهجوم الأوكراني المضاد، فيما أعلن الجيش الروسي تقدمه في الجبهة الشرقية بعد تجميع قوات ضخمة.

وخلال مؤتمر صحفي مشترك عُقِد في مقر وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) في واشنطن، أفاد أوستن أن أوكرانيا تحقق تقدمًا في هجومها المضاد، وأن خسائر روسيا تتزايد.

أكد وزير الدفاع الأميركي أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان يعتقد أنه سيحقق سيطرته على كييف في غضون أيام، إلا أنه فشل في ذلك، وأكد التزام الولايات المتحدة بتقديم الدعم لأوكرانيا بتوفير منظومات الدفاع الجوي والذخائر.

من جهة أخرى، أفاد رئيس هيئة الأركان المشتركة مارك ميلي أن القوات الأوكرانية تحقق تقدمًا مستمرًا وملحوظًا في المعارك، مشددًا على أن لدى كييف قوة قتالية كبيرة لم تشارك بعد في المعارك.

وأشار ميلي إلى أنه من السابق لأوانه جدًا التحدث عن فشل الهجوم الأوكراني المضاد حتى الآن، مُكررًا تصريحاته السابقة منذ أسبوعين حيث أعلن أن الحرب ستكون طويلة ومُرهقة.

وفي إطار التصاعد الناجم عن الأحداث، أكد ميلي أن التدريبات التي قدمتها واشنطن للجيش الأوكراني ساعدت في تطوير قادة ووحدات قادرة على تأثير الميدان الحربي، ووصف الحرب الروسية على أوكرانيا بأنها تمثل هجومًا كبيرًا على النظام الدولي العالمي.

وفي سياق متصل، أعلن مسؤولان أميركيان أن الولايات المتحدة ستعلن خلال الأيام المقبلة عن تعهد جديد بشراء مساعدات عسكرية بقيمة 1.3 مليار دولار لأوكرانيا لتقديم الدعم في حربها ضد روسيا.

ومنذ الرابع من يونيو/حزيران الماضي، يشن الجيش الأوكراني هجومًا مضادًا في مقاطعتي دونيتسك (شرق البلاد) وزاباروجيا (جنوب شرق البلاد)، وحتى الآن، تقتصر المكاسب التي حققها على مناطق محدودة حيث استعاد فقط 210 كيلومترات مربعة في المنطقتين، وفقًا لتصريح هانا ماليار نائبة وزير الدفاع الأوكراني.

ترفض كييف الاعتراف ببدء الهجوم الرئيسي حتى الآن، وتؤكد أن قواتها تقدم ببطء متعمد وتستهدف تدمير طرق الإمداد ومراكز القيادة الروسية. بالمقابل، تصر موسكو على أن الهجوم الأوكراني قد فشل.

تقدم روسي

في تطورات ميدانية، أعلنت وزارة الدفاع الروسية اليوم أن قواتها قد تقدمت نحو كيلومترين خلال هجمات نفذتها قرب كوبيانسك، وهي منطقة تقاطع حيوي للسكك الحديدية، في خاركيف بشمال شرق أوكرانيا على الحدود مع مقاطعة دونيتسك بشرق البلاد.

ووفقًا للتقارير الإعلامية الروسية، سيطرت القوات الروسية على بلدة “نوفو-سيلوفسكوي” في محور كوبيانسك بخاركيف بعد اختراق دفاعات الجيش الأوكراني في تلك المنطقة.

من ناحية أخرى، أفاد قائد القوات البرية الأوكرانية، الجنرال أولكسندر سيرسكي، في وقت سابق اليوم أن روسيا تجمع قواتها بشكل رئيسي في منطقة كوبيانسك، ووصف الوضع في الجبهة الشرقية بأنه معقد لكنه يظل تحت السيطرة.

من جانبه، صرّح المتحدث باسم قيادة العمليات الشرقية للقوات الأوكرانية، سيرغي تشيرفاتي، بأن روسيا نشرت أكثر من 100 ألف جندي و900 دبابة في محور ليمان بدونيتسك وكوبيانسك بخاركيف، وتسعى هذه القوات لاختراق دفاعات القوات الأوكرانية والتقدم في تلك المناطق.

تشهد المعارك عنفًا شديدًا شمال وجنوب مدينة باخموت بمقاطعة دونيتسك، حيث تصدت القوات الروسية لهجمات أوكرانية في محور زاباروجيا، وتُعتبر هذه التطورات جزءًا من الهجوم الأوكراني المضاد الذي بدأ في الرابع من يونيو/حزيران الماضي، ويواجه صعوبات بسبب التحصينات القوية التي أقامها الروس خلال الأشهر السابقة في منطقتي دونيتسك وزاباروجيا.

ضربات انتقامية

في سياق متصاعد من الأحداث، شنت روسيا في وقت مبكر اليوم ضربات انتقامية واسعة على ميناء أوديسا ومواقع أخرى في جنوب أوكرانيا، ردًا على استهداف الجسر الذي يربطها بشبه جزيرة القرم. أفادت وزارة الدفاع الروسية بأن قواتها نفذت ضربات دقيقة باستخدام أسلحة عالية الدقة على منشآت أوكرانية لتصنيع قوارب مسيرة في منطقة أوديسا.

وأضافت الوزارة أن القصف الصاروخي أدى إلى تدمير مخازن للوقود بسعة تقدر بنحو 70 ألف طن في مقاطعتي ميكولايف وأوديسا.

كانت موسكو قد اتهمت كييف بتنفيذ الهجوم على جسر القرم باستخدام زورقين مسيرين ملغمين، وأعلنت الوزارة الروسية فيما بعد عن إحباط محاولة هجوم أوكرانية جديدة وصفتها بالإرهابية، حيث استُخدمت نحو 30 طائرة مسيرة لاستهداف أهداف في شبه جزيرة القرم، التي انضمت إلى روسيا في عام 2014.

من جهة أخرى، أكد الجيش الأوكراني أن دفاعاته أسقطت 6 صواريخ “كاليبر” و21 طائرة مسيرة إيرانية الصنع من طراز “شاهد-136” في منطقة أوديسا، و4 أخرى في منطقة ميكولايف شمالاً.

أعلن حاكم ميكولايف عن إصابة بنى صناعية في المدينة بسبب القصف الروسي، بينما صرّحت المتحدثة باسم القيادة العسكرية الجنوبية في الجيش الأوكراني بأن الهجمات الروسية باستخدام المسيرات والصواريخ لم تؤثر في تشغيل ميناء أوديسا.

وعلى الرغم من عدم تبني أوكرانيا رسمياً الهجوم على جسر القرم، إلا أن تقارير إعلامية نسبتها إلى مصادر أوكرانية تفيد بأن أجهزة الأمن الأوكرانية خططت لهذا الهجوم.

يجدر بالذكر أن جسر القرم، الذي يبلغ طوله 18 كيلومتراً، تعرض لهجوم هو الثاني في 9 أشهر بعد تفجير جزء منه باستخدام شاحنة مفخخة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

زر الذهاب إلى الأعلى